روصو : مدينة الأرز ..طفرة في الصناعة وزيادة في المنتوج

تشهد مدينة روصو الزراعية ، جنوبي موريتانيا، إقبالاً متزايداً على شعبة الصناعة في المجال الزراعي تجاوزت فيها مصانع تقشير الأرز 20 مصنعاً تتفاوت في الجودة والقدرة الاستيعابية.

ويقدر
حجم الاستثمارات في مصانع التقشير حسب القائمين عليها  بثلاث مليارت أوقية
تتوزع  بين تجهيز المنشئآت وتوفير الأجهزة والمعدات.

يعتبر
المهندس سيدي ولد الشيخ سيدي مالك مصنع ” رابح” أحد أكبر المصانع في
المدينة ، أن القرار الذي اتخذته الدولة بالتخلي عن التسويق وحماية السوق المحلي
هو ما شجع رجال الأعمال على الاستثمار في هذا المجال بعد توفر ظروف المنافسة على
حد وصفه.

وتمر
عملية التصنيع بثلاثة مراحل تبدأ بالتنظيف ثم التقشير قبل مرحلة التعيير التي
يتحدد من خلالها جودة المحصول ونوعيته.

ويقول
أحمد ، شاب في عقده الثالث ، أنه عاد إلى مدينة روصو بعد رحلة بحث طويلة عن العمل
ليجد فرصته في أحد مصانع التقشير فوفرت له دخلاً مناسباً كفى به مؤونة عياله كما
قال.

قول
أحمد وجد اعتراضاً من صديقه كباد الذي انتقد مصانع التقشير بقوة واتهمها باستغلال
العمالة الأجنبية وتشغيلها على حساب المواطنين خاصة من سكان المدينة رغم الأرباح
الهائلة التي تجنيها من خيرات المدينة على حد قوله.

ويؤكد
المهندس ولد الشيخ سيدي أن هذه المصانع توفر أكثر من 400 فرصة عمل تصل مصاريفها
إلى 200 مليون أوقية سنويٰاً فضلاً عن استفادة عمالها من الحصول على الأرز
بشكل مجاني.

وتترواح
الطاقة الانتاجية للمصانع ما بين 15 – 20 طنا من الأرز يوميّاً يتنافس المستثمرون
على توفيرها من طرف المزارعين مقابل عروض وخدمات تطغى عليها في الغالب العلاقات
الشخصية بين الطرفين.

وتبلغ
الرسوم التي تدفعها مصانع التقشير أكثر من 20 مليون أوقية كضرائب بين البلدية
المركزية والخزينة العامة.

ويقدر
مالك مصنع ” رابح”‘حجم القيمة النقدية للزكاة من الآرز ب 500 مليون
أوقية يتم صرفها سنويا خلال فترتي الحصاد.

في
زخم تلك الطفرة التي تشهدها مصانع التقشير لازال سوق التقشير التقليدي يستقطب
المئآت من المزارعين ممن تدفع بهم حاجة السيولة إلى بيع محصوله في السوق بسعر أقل
لتغطية بعض المصاريف الضرورية.

ويقول
المزارع عالٓ ، أحد المستثمرين التقليديين أنه رغم إغراءات المصانع الكبرى وتطوير
معداتها لازال التقشير التقليدي يشكل منافسة قوية في السوق لسلامة منتوجه من
العلائق التي تعجز  معدات المصانع الكبرى عن تنظيفها على حد قوله.

وما
بين العرض والطلب تبقى جودة المنتوج الزراعي الأغلى قيمة لدى المصنعين الذين
يتنافسون على كسب ود المزارع لشراء محصوله بأسعار مغرية مع ما يقدمونه من عروض
أثناء الحملة الزراعية بل وتمويلهم من مرحلة البذر حتى الحصاد.

Comments are closed.